Publication quotidienne des dernières news technologiques et scientifiques, publication de dossiers et articles détaillés autour de thèmes généraux

vendredi 28 mai 2010

شاب ترك الدراسة وتفرغ لإيذاء العالم

واشنطن: براين كربز =-
خلال ست ساعات من اللحظة التي نام فيها حتى استيقاظه، كان المتسلل الالكتروني البالغ من العمر 21 سنة قد تمكن من التسلل الى ألفي كومبيوتر شخصي تقريبا حول العالم. كان قد خلد الى النوم بينما كان البرنامج الالكتروني الذي اعده يبحث في الانترنت عن الاجهزة الضعيفة ويصيبها بفيروسات تحولها الى اجهزة تابعة.

الآن، ومع تصاعد دخان السيجارة الاولى في الصباح في غرفة المعيشة بمنزل والديه، جلس المتسلل المعروف في اوساط الانترنت باسم ox80 (تنطق اكس ايتي) على اريكة ووضع جهاز الكومبيوتر المحمول على طاولة ودق على لوحة الكتابة عدة دقات. وطبقا لأوامره سيبدأ جهاز الكومبيوتر الخاضع له بتحميل وتركيب برنامج كومبيوتري يؤدي الى تدفق اعلانات عن مواقع اباحية على شبكة الانترنت. وبعد تركيب البرنامج اصدر «اكس ايتي» اوامره للاجهزة بالبحث في الانترنت عن ضحايا محتملين.

سحب المتسلل الشاب، الذي وافق على اجراء مقابلة صحافية شريطة عدم الاشارة اليه بالاسم ولا لمدينته، نفسا عميقا من سيجارته، ثم ابتسم. هذا هو عمله اليومي، وقد انتهي عمله في اقل من دقيقتين. وخلال اسبوعين، سيتلقى شيكا بـ 300 دولار من واحدة من شركات التسويق التي تدفع له اجرا لخدماته.

وقال «اكس ايتي»: «معظم الايام، اجلس في البيت وأدردش على الانترنت واكسب اموالا. احصل علي شيك مثل هذا كل 15 يوما عبر البريد، بالاضافة الي عدة مئات من الدولارات احصل عليها من مصارف في كندا كل شهر». واضاف انه يحصل مقابل عمله على 6800 دولار شهريا، بل حقق في بعض الاحيان 10 آلاف دولار شهرياً. وهذا ليس مبلغاً قليلاً بالنسبة لطالب ثانوي ترك الدراسة.

ويطلق على اجهزة الكومبيوتر التي يتم التحكم فيها عبر التسلل، اسم الروبوت او «بوتس»، اما مجموعة اجهزة الكومبيوتر الكبيرة التي يتم التحكم فيها مثل تلك التي يديرها «اكس ايتي» فيطلق عليها botnet (شبكات الروبوتس)، وهي المحركات الالكترونية التي تدير كل التجارة الاجرامية غير المشروعة عبر الانترنت. وتستخدم «بوتنت» لارسال ملايين من رسائل البريد غير المرغوب فيها حول الكثير من المنتجات بدءاً بدوار الفياغرا الرخيص الى مشاريع الثراء السريع. والاشخاص الذين يسيطرون علي شبكات الكومبيوتر هم في قلب شبكة واسعة وعادية معروفة باسم «هجمات على رفض الخدمة».

وفي مثل هذه الهجمات، تطلب عصابات الانترنت عشرات الآلاف من الدولارات من الشركات لحمايتها. واذا رفضت شركة ما دفع تلك الاتاوة، فإن العصابة تصدر اوامرها لآلاف اجهزة الكومبيوتر الخاضعة لها بإرسال كميات ضخمة من رسائل لا معنى لها الى مواقع تلك الشركات، مما يؤدي لتعطيل الموقع وخسارة الشركة آلاف او مئات الآلاف من الدولارات.

ويقول «اكس ايتي» انه لا يستخدم «بوتنت» التي يسيطر عليها لزعزعة الشركات. لكنه، وعددا آخر من الاشخاص يحققون دخلا عن طريق ارسال برامج تجسس وبرامج اعلانات. وبعد تركيب تلك البرامج في كومبيوتر شخصي، فإن برنامج الاعلانات يعمل على نشر اعلانات اعتراضية ويستكشف عادات التصفح الخاصة بالمستخدم. كما تتولى برامج التجسس جمع مزيد من المعلومات الحساسة من جهاز الضحية، بما في ذلك كلمات المرور والعناوين الالكترونية، وارقام الضمان الاجتماعي ومعلومات خاصة ببطاقات الائتمان. ومشكلة برامج التجسس والاعلانات تتزايد بصفة مستمرة: فقد كشفت احصائية اجريت في الآونة الاخيرة من «تحالف الامن الالكتروني» و«اميركا اون لاين» ان 4 من كل 5 اجهزة كومبيوتر مرتبطة بالانترنت بها بعض انواع برامج التجسس او برامج الاعلانات بعلم او بدون علم صاحب الجهاز.

وطبقا لشركة «ويبرووت سوفتوار» المتخصصة في اعداد برامج الامن الالكترونية فإن توزيع اعلانات عبر الانترنت عن طريق برامج التجسس والاعلانات تحول الى نشاط تجاري قيمته مليارا دولار. ومع ازدهار هذا القطاع، ازداد انتشار «بوتنت». فقبل عدة اشهر القت المباحث الفيدرالية الاميركية (اف. بي. آي) القبض على شاب في العشرين من العمر من جنوب كاليفورنيا لانه ركب برنامج اعلانات على «بوتنت» لاكثر من 400 الف جهاز كومبيوتر. وكان من بين ضحايا جيسون جيمس انشيتا اجهزة كومبيوتر تابعة لـ«مركز الحرب الجوية» التابع لسلاح البحرية الاميركية واجهزة في «وكالة شبكات المعلومات الدفاعية»، حسبما جاء في وثائق حكومية. وقد اعترف انشيتا بجريمته الشهر الماضي.

ومثل انشيتا، يتولي «اكس ايتي» تركيب برامج اعلانات وتجسس سرا، بالرغم من ان القانون يتطلب موافقة صاحب جهاز الكومبيوتر. لا يتعاطف المتسلل الشاب مع ضحاياه، ويقول في هذا الصدد: «كل هؤلاء الناس ضمن «بوتنت» التي اديرها، اذا لم استخدمهم فسيستخدمهم شخص آخر، فلماذا لا أستخدمها انا. اقصد ان معظم هؤلاء في غاية الغباء، ولم يكن من الواجب وجودهم علي شبكة الانترنت في البداية».

«اكس ايتي» شاب طويل ونحيف وصاحب شعر طويل ينساب على حاجبيه، لا ينظر اليك ابدا وهو يتحدث. ويعيش مع والديه في بلدة صغيرة في وسط اميركا. ويقول لوالديه انه يعمل من المنزل لحساب شركة تصميم مواقع الانترنت. وتشبه غرفة نومه مركزا للتحكم في رحلات الفضاء، حيث توجد اجهزة كومبيوتر وتلفزيون وشاشات تلفزيون.

وفي الوقت الحالي فإن «اكس ايتي» يتحكم في اكثر من 13 الف جهاز كومبيوتر في اكثر من 20 دولة. وقد تولى هذا الصباح (يوم كتابة المقالة) تركيب برامج تجسس في عدة مئات من بين الفي جهاز سيطر عليها في الساعات الاخيرة. وسيركب بقية البرامج خلال اليوم وفي اليوم التالي، مستخدما برنامجا وضعه هو شخصيا لاتمام العملية. ويقول انه إذا ركب برامج تجسس اكثر من اللازم، فإن شركات التسويق «ستشك في الامر وتقطع الاتصال ولن احصل على أجر»، و«لذلك تعلمت الا أكون جشعا».

وتتعهد شبكات توزيع برامج التجسس والاعلانات للاشخاص الذين يوافقون على تركيب برامجهم بالثراء السريع. وهذه الشركات معروفة في اوساط هذا المجال باسم «الفروع». والعديد من مواقع شبكات التوزيع تستخدم صورة لورقة مائة دولار. فشركة gammacash.com على سبيل المثال تستخدم صورة متحركة ليدين تمسكان بساعة فاخرة ثم تختفي الساعة وتظهر محلها سيارة كاديلاك متعددة الاستخدامات، تتحول الى يخت.





وتدرج الشركات في «شروطها للتعاقد» بأن لا يسمحوا بوضع منتجاتهم في اجهزة كومبيوتر بدون علم صاحبها، وتزعم شركات عدة انها ستلغى التعاقد اذا جرى انتهاك هذا الشرط.

الا ان «اكس ايتي» وصديق له اسمه الحركي «ماجي»، يقولان انهما يخفيان طرق التركيب التي يستخدمانها. واكبر شكواهما بالنسبة للعملية كلها: هي ان شركات التوزيع تغشهما بطريقة منتظمة عن طريق تخفيض عدد البرامج التي يجري تركيبها بالفعل على اجهزة الكومبيوتر.

وتوجد طرق قانونية لاقناع اصحاب الاجهزة بتركيب برامج تجسس واعلانات. فالعديد من مستخدمي الكومبيوتر يحصلون على تلك البرامج عن طريق تصفح بعض المواقع، او الموافقة على تركيب برامج العاب تأتي مجهزة ببرامج الاعلانات والتجسس. وقبل ان يغلق موقع Top Converting.com كان الموقع يضيف برامج التجسس والاعلانات مع منتجاته التي يرجح ان تجذب انتباه الاطفال والمراهقين: الالعاب البسيطة وغيرها من البرامج المشابهة. كما سوقت الشركة ايضا اجهزة فيديو رقمية صغيرة تهتم بالبرامج المرحة التي تجذب المراهقين. وربما يفهم او لا يفهم مستخدمو الكومبيوتر ما الذي يوافقون عليه عندما ينقرون بالموافقة على الاجراءات القانونية المطولة التي تصحب هذه الالعاب او الفيديو. لكنها تمثل عقدا قانونيا يخلصها من أي مسؤولية قانونية مرتبطة باستخدام تلك البرامج.

ولا يترك «اكس ايتي» او «ماجي» لاصحاب الكومبيوترات اية فرصة لرفض برنامج الاعلان. فبعدما يغزو المتسلل الكومبيوتر ويضيفه الى «بوتنت» يستخدم شيفرة خاصة لاصدار اوامره للجهاز الذي تم استبعاده بالموافقة على اتفاقية التركيب. ويقول «اكس ايتي» انه صمم برنامجا يسمح له بمسح برامج التجسس القديمة من شبكته، مما يتيح له تركيب برامج جديدة.

وتتركز العملية كلها على الحصول على أجر. وقال ماجي ان شركة TopConverting، التي لم تستجيب لطلبات للتعليق على هذا الموضوع، دفعت له ما متوسطه 2400 دولار كل اسبوعين لتركيب تلك البرامج ويحصل على 20 سنتا مقابل كل برنامج يركبه في الولايات المتحدة و5 سنتات على كل برنامج يركبه اجهزة في 16 دولة بينها فرنسا والمانيا وبريطانيا. وسنت واحد لا يبدو مبلغا كبيرا، الا اذا كنت تتحكم في «بوتنت» حجمها عشرات الآلاف من الاجهزة.

كما يحصل «ماجي» على دخل من gamma cash التي تقدم نفسها على انها «قائدة في قطاع البرامج الفرعية للبالغين على الانترنت». وتدفع هذه الشركة لفروعها مقابل توجيه المستخدمين للبرامج الخاصة بالبالغين، عبر الاعلانات الاعتراضية لتلك المواقع عبر لوحة المعدات المعروفة باسم xxx التي تختطف برنامج التصفح الخاص بالضحية وتضع موقع اشتراك اباحي على الصفحة الرئيسية للضحية. وقال ماجي ان gamma cash، التي لم تستجب لطلبات بالتعليق على هذا الموضوع، تبعث له بـ 400 دولار شهريا من مصرف في كندا. كما يتولي «اكس ايتي» تركيب برامج اعلانات لـ gamma cash ويعمل لشركة اسمها Loudcash، التي اشترت مؤخرا واحدة من اكبر واهم اللاعبين في مجال برامج الاعلانات هي 180 solution.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire